-A +A
كارولين بعيني -بيروت
حسم رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع موقفه من الانتخابات النيابية المقبلة مؤكدا أنه لن يترشح لها، وأعرب في حوار لـ «عكاظ» عن مخاوفه من عودة التفجيرات والاغتيالات إذا أيقن الفريق الآخر أنه لن يكون المنتصر في المعركة الانتخابية. وهنا تفاصيل الحوار :
لايمكن وقف الانتخابات

ثمة من يقول إنك لاتملك القدرة على تغيير الواقع المسيحي خلال الانتخابات النيابية المقبلة، كيف ترد على هذا الكلام؟
- طبعاً لا أملك القدرة وحدي ولكن مع كل الأفرقاء في قوى 14 آذار نملك القدرة على إحداث تغيير في انتخابات 2009 مع الحلفاء المسيحيين.
هل سنشهد تغييراً في الشخصيات التي ستخوضون معها الانتخابات النيابية المقبلة؟
- النواب الحاليون عن القوات اللبنانية سيعاد ترشيحهم جميعاً، وسيكون هناك مرشحون في المناطق التي لم نرشح فيها في الانتخابات السابقة.
هل سترشح نفسك أم انك تفضل أن تمارس العمل السياسي من خارج المجلس النيابي؟
- لن أترشح للانتخابات، لا لأنني أفضل أن أمارس العمل السياسي من خارج المجلس النيابي ولكن لأن لدي مسؤوليات حزبية فبالكاد مر ثلاث سنوات على إعادة الحزب بعد اضطهاد دام سنوات عديدة. وأفضل في المرحلة القادمة أن يتسنى لي مزيد من الوقت لممارسة العمل الحزبي الى جانب متابعتي للسياسة العامة.
حسن نصر الله شدد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها فهل هذا يعني انها ربما لن تجري في موعدها؟
- لا يستطيع أي فريق إيقاف الانتخابات ولكن يستطيع أحدهم أن يستعمل العنف وسيلة لتغيير نتائجها إذا ارتأى انها ليست لصالحه كما كان الحال في السنوات الثلاث الماضية. فكما أيقنوا ان التحالف الذي كان سيقوم قبل 14 فبراير 2005 سيفوز، لذلك هناك تخوف من العودة الى نفس الأسلوب.
هل التفجيرات والاغتيالات لاتزال واردة في المرحلة المقبلة؟
- لا أستطيع التقدير لذلك ولكن لدي تخوف من الانتخابات النيابية، وإذا أيقن الفريق الآخر انه لن يكون المنتصر في المعركة الانتخابية فقد يعود الى ممارسة هوايته المفضلة باعتماد العنف وسيلة لتغيير الواقع السياسي.
وهل هناك عودة الى 7 آيار جديد؟
- هذا ليس ظاهراً، وإذا سمعنا خطابات حزب الله الأخيرة فهذا ليس ظاهراً أبداً. يظهر من خطابهم أن 7 آيار كان حدثاً استثنائياً لسبب لا يفصحون عنه تماماً والآن سيتركون المجال للحياة السياسية الطبيعية لتأخذ مجراها.
زيارة دمشق
كيف تنظر الى زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق؟ وهل كانت ناجحة بشكل عام؟
- هذه كانت خطوة أولى والأهم أن نأخذ العبرة من هذه الزيارة لكي نخطط لزيارات وزرائنا المقبلة الى دمشق.
ماذا تقول لوزيري الثقافة والدفاع قبيل زيارتهما لسوريا؟
برأيي، ما زال هناك العديد من الملفات العالقة بين لبنان وسوريا والبعض منها لا يحتمل الانتظار كملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية والقواعد العسكرية السورية بغطاء فلسطيني وترسيم الحدود. واقترح قبل أن تبدأ الزيارات حل الملفات الشائكة والحادة انسانياً ووطنياً.
وهل تعتقد أن العلاقات قد تصبح سوية بين البلدين؟
- أفضل أن لا نحكم على التاريخ وأن نبقي آذاننا وأعيننا مفتوحة وإذا استطعنا ان نقيم علاقات سوية بين لبنان وسوريا كان به، وإذا لم نستطع فنكون قد حاولنا ويجب علينا أن نحاول القيام بعلاقات سوية مع سوريا.
هناك كلام يشكك بإنجازات المخابرات اللبنانية من جهة اكتشاف الشبكات الإرهابية، كيف تنظر لهذه الإنجازات؟
- لدي مشاهدة عينية صغيرة في السنوات الثلاث الماضية، فالشبكات الإسرائيلية التي قامت ببعض الأعمال اكتشفت وألقي القبض عليها، من الأخوين مجذوب في صيدا وصولا الى الشبكة التي اكتشفت أخيراً، والجهاديون أيضاً ملاحقون بشكل مستمر ويعتقلون كالشبكة الأخيرة التي قامت بعدة أعمال إرهابية ضد الجيش اللبناني، وهنا أطرح علامة استفهام على هذا الموضوع. حزب الله اعتقل الأخوين مجذوب والشبكة الإسرائيلية الأخيرة ولكن ليس الجهاديين.
كيف تنظر الى الاتهامات التي قامت ضد تيار المستقبل مؤخراً؟
- الاتهامات غير صحيحة وكل الأدلة تدل على ذلك فتيار المستقبل كان رأس حربة في الحرب على فتح الإسلام وداخل الحكومة في اتخاذها قراراً بتكليف الجيش حتى لو اقتضى الأمر بتدمير مخيم نهر البارد. سوريا كانت تريد بذلك الانتقال من موقع المتهم الى موقع الضحية قبل المحكمة الدولية
ما هو تقييمك لدور المملكة لاستقرار لبنان ؟
- هناك عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في المملكة، ونعلم ما هو تأثيرهم على أهاليهم في لبنان. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، وقفت المملكة بشكل صامد وواضح الى جانب لبنان فقد كان لها دور الكبير، ويتناسى البعض هذا الشيء، وأيضاً كان لها الدور الأول في تثبيت سعر صرف الليرة من خلال الودائع التي وضعتها على مراحل عديدة في المصرف المركزي في لبنان ومن خلال دعم الاقتصاد اللبناني.
لاتغيير في السياسة الأمريكية
هنأت خلال جلسة الحوار الأخيرة قوى 8 آذار بفوز أوباما فماذا كان قصدك؟
- كنت أمازح الصحافيين حينها بقولي هذا فقد قلت إن 8 آذار فازت في عمليتين انتخابيتين ذاك الأسبوع في انتخابات المحامين في الشمال وفي انتخاب أوباما رئيساً لأمريكا. فللأسف البعض "قبضها جد" ومن يعتبر أن أوباما سيكون في سياسته الخارجية مختلفاً عن ماكين فهو مخطئ.
هل ستتغير الاستراتيجية الأمريكية مع وصول إفريقي أسود الى الرئاسة؟
- الإدارات الأمريكية كبيرة وفيها مئات المسؤولين الرسميين الذين يعكفون على وضع هذه السياسات .وأذكر أن سياسة الحرب الباردة التي بدأت مع رئيس ديمقراطي، استكملت مع أيزنهاور . وهذه الاستراتيجيات الكبيرة لا تتغير مع تغير الرئيس.
المقاربات والتكتيكات تختلف، فأوباما مثلاً يستطيع أن يدعو الإيرانيين الى مفاوضات على مستوى ما، ولكن على نفس الأسس التي كان بوش يهددهم بها، وإذا لم تؤد المفاوضات إلى نتيجة فسيعود إلى ما كان يقوم به بوش.